احمد الحنين المدير العام
الدول : عدد المساهمات : 305 تاريخ التسجيل : 26/07/2011 العمر : 30 منتديات اسبنول رن
| موضوع: الصراط : وصفه وأحوال الناس عند المرور عليه الأربعاء أغسطس 17, 2011 9:37 am | |
| ما هو الصراط ؟ هو جسر ينصب على متن جهنم يفصل بين الناس والجنة تلتهب من تحته نار جهنم، تستعر و تلظى حيث يأمر الله سبحانه في ذلك اليوم أن تتبع كل أمة ما كانت تعبده، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ثم يذهب بهم جميعاً إلى النار. وتبقى هذه الأمة ، أمة سيدنا محمد ، وفيها الصالحون والعصاة والمنافقون، فيُنْصَبُ لهم صراط على ظهر جهنم، على حافتيه خطاطيف وكلاليب، فيأمرهم سبحانه أن يمروا على ظهره، فيشتدُّ الموقف، وتعظم البلوى. فاذا مررت عليه ووصلت لنهايته فقد نجوت حيث تجد باب الجنة أمامك ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا يستقبل أهل الجنة . وقد يسقط بعض الناس عن الصراط لبعض ذنوبه فتتلقفه نار جهنم ، ويعذب على قدر معصيته .
وصف الصراط - أدق (أرفع) من الشعرة. - أحد من السيف. - دحضٌ مزلةٌ : أي موضع تزل فيه الأقدام ولا تستقر. - شديد الظلمة تحته جهنم سوداء مظلمة . - يحمل كل واحد منا ذنوبه كلها على ظهره، فتجعل المرور بطيئا لأصحابها إذا كانت كثيرة والعياذ بالله أو سريعا كالبرق إذا كانت خفيفة . - على حافتيه شوك مدبب صلب من حديد وكلاليب ( خطاطيف ) تجرح القدم و تخدشها لتكفير الذنوب : مثل الكلمة الحرام والنظرة الحرام...ألخ. - سماع أصوات الصريخ والعويل العالية لكل من تزل قدمه ويسقط في قاع جهنم.
معنى قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا فسرالنبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية وذكر أن المراد بالورود هو المرور على الصراط فكل مسلم لا بد أن يمر على الصراط، بينما الكافر يساق إلى النار، ويرمى فيها، نسأل الله العافية أما المؤمن الصالح فإنه ينجو ولا يسقط فيها، ولهذا قال سبحانه وتعالى وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً
قال رسول الله في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم .
أقسام المارين على الصراط يتفاوت المارون على الصراط تفاوتا عظيما، كل حسب عمله. فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم كالطير، ومنهم يشد كشد الرجال.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أنه قال: فيمر أولكم كالبرق ، قال قلت : بأبي أنت وأمي ، أي شيء كمر البرق ؟ قال : ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح . ثم كمر الطير وشد الرجال . تجري بهم أعمالهم . ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد . حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا . قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة . مأمورة بأخذ من أمرت به . فمخدوش ناج ومكدوس في النار . والذي نفس أبي هريرة بيده ، إن قعر جهنم لسبعون خريفا .
كمر الريح : أي أن بعض الناس يمر من فوق الصراط ويعبره بسرعة الريح. كلاليب : جمع كَلُّوب وهو حديدة معطوفة الرأس. المخدوش : من تمزق جلده بفعل الكلاليب. والمكدوس: من يرمى في النار فيقع فوق سابقه ، مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا.
وفي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذكر مشاهد يوم القيامة : ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم . قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ قال : مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب ، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة ، تكون بنجد يقال لها : السعدان ، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا.
مدحضة مزلة : أي موضع تزل فيه الأقدام ولا تستقر
وأيضا صح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم ، واصفا أحوال الناس يوم القيامة ، أنه قال: فيعطون نورهم على قدر أعمالهم . وقال : فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ، ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه ، حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه ، يضئ مرة ويطفأ مرة ، وإذا أضاء قدم قدمه ، وإذا طفئ قام . قال فيمر ويمرون على الصراط ، والصراط كحد السيف ، دحض ، مزلة . فيقال لهم ، امضوا على قدر نوركم ، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالطرف ، ومنهم من يمر كشد الرجل ، يرمل رملا ، فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه ، تخر يد ، وتعلق يد ، وتخر رجل ، وتعلق رجل ، وتصيب جوانبه النار فيخلصون . فإذا خلصوا قالوا : الحمد لله الذي نجانا منك بعد أن أراناك ، لقد أعطانا الله ما لم يعط أحدا.
أما في صحيح البخاري فقد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم السعدان؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قال : فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله ، تخطف الناس بأعمالهم فمنهم المؤمن يبقى بعمله ، أو الموبق بعمله ، أو الموثق بعمله ، ومنهم المخردل ، أو المجازى أو نحوه .
الثبات على الصراط فالثبات يوم القيامة على الصراط مرهون بالثبات على الدين في هذه الدنيا، فعلى قدر ثبوت العبد على هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم . وعلى قدر سيره على تعاليم هذا الدين العظيم يكون سيره على ذاك الصراط .
هذا هو الصراط هذا هو الصراط وهذه هي أحوال الناس عند المرور عليه. فتفكر – أخي الكريم - فيما يحل بك من الرعب وبفؤادك من الفزع إذا رأيت الصراط ودقته ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كُلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلا عن حدة الصراط .
فكيف بك إذا وَضَعْتَ عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق بين يديك يزلّون، ويعثرون وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه و مجاز ما أضيقه. | |
|